کد مطلب:18084 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:299

ارکان الوصیة
للوصیة أربعة أركان إذا توفّرت تحقّقت الوصیة، و هی كما یلی:

1ـ الموصی: و هو متعلّق الوصیة، و یعتبر فیه كمال العقل والحریة و البلوغ و الاختیار.

2ـ المُوصی به: و هو الذی یوصی، و یعتبر فیه الملك، و تصحّ الوصیة بكلّ ما یكون فیه غرض عقلائی محلّل من عینٍ أو منفعةٍ أو حقّ قابل للنقل.

و سنأتی علی بیان متعلّق وصیة النبی صلّی الله علیه و آله إلی أمیر المؤمنین علیه السلام خلال هذا البحث و نبین خصوصیاته، و عندها سیتضح لنا هل هو الخلافة و الزعامة علی الأمّة كما تقتضیه الأدلّة الصحیحة التی تُعنی بتحدید ذلك المتعلّق عند الفریقین، أو هو شیء آخر كما یدّعی بعض من تعرّض لبیان مفهوم وصیة النبی صلی الله علیه و آله إلی أمیر المؤمنین علیه السلام.

3ـ المُوصی له: و یشترط وجوده حین إنشاء الوصیة، و إلاّ فلاوصیة لمعدوم.

4ـ الوصیّ: و هو الشخص المعهود إلیه إجراء و تنفیذ وصایا المیت المختلفة و تنجیزها، وله حقّ التصرف فیما كان الموصی متصرّفاً فیه، من أخراج حقّ و استیفائه، أو ولایة علی طفل أو مجنون یملك الولایة علیه، إلی آخره. و یعتبر فیه البلوغ و الإسلام و العقل.

«و من ثم یبدو واضحاً أن الوصی مما تختلف و لا یته سعةً وضیقاً بحسب اختلاف ولایة الموصی سعة وضیقاً، فأوصیاء سائر الناس إنما تكون و لا یتهم



[ صفحه 17]



مقصورة علی الأموال من الدور و العقار و نحوهما، أو علی الأطفال و المجانین و من فی حكمهم من السفهاء الذین كان للموصی ولایة علیهم.

و أما أوصیاء الأنبیاء، فتكون وصایتهم عامة علی جمیع الأمة ذكرها و أُنثاها، حرّها و عبدها، كبیرها و صغیرها، و علی جمیع ما فی أیدیهم من الأموال منقولها و غیر منقولها؛ ذلك لأن كل نبی إنما هو أولی بأُمته من أنفسهم، فیكون أولی بأموالهم بالأولویة القطعیة، و إذا كان النبی أولی بهم و بأموالهم، كان الوصی كذلك.

و من ثمّ فإن الأدلة علی أن الإمام علی بن أبی طالب أنما هو وصی رسول اللّه صلّی الله علیه و آله إنما هی من الأدلّة القویة و الحجج الجلیّة علی أن لعلیّ علیه السلام ما كان ثابتاً للنبی صلّی الله علیه و آله من الولایة العامة لی المؤمنین أنفسهم و أموالهم جمیعاً، و هذا هو معنی الإمام أو الخلیفة» [1] .


[1] منهاج الكرامة / العاملي: 167.